Page 91 - web

‫‪ISSUE No. 446‬‬ ‫حقوق الجيل الثاني وهي المرتبطة أساس ًا بالحقوق‬ ‫الذي استغرقت صياغته النهائية فترة زمنية طويلة امتدت‬
‫الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫من ‪ 1968‬إلى ‪ 2008‬تاريخ دخوله حيز التنفيذ والذي أ ّدت‬
‫الخلافات حوله إلى استغراقه كل هذه الفترة مثال ًا ح ًّيا‬
‫حقوق الجيل الثالث المرتبطة بالحق في التنمية والحق‬ ‫على أن الخصوصية الثقافية والحضارية تع ّد من التعقيدات‬
‫في بيئة سليمة‪.‬‬ ‫التي يجب ح ّلها وتجاوزها في سبيل إيجاد الأرضية المناسبة‬
‫القادرة على ضمان التقيد بالمبادىء العالمية لحقوق‬
‫حقوق الجيل الرابع التي بدأت تظهر في إطار تص ّور جديد‬ ‫الإنسان في إطار مراعاة خصوصية المجتمعات العربية‬
‫يعتبر أ ّنه آن الأوان للحديث عن الحقوق المتعلق بالربط‬ ‫وعدم التعارض مع قيمها تلافي ًا أن يصبح تنفيذها‬
‫بالشبكة العنكبوتية والحماية من الذكاء الاصطناعي‬ ‫متعارض ًا مع رغبة هذه المجتمعات بما قد يفضي إلى‬

‫الذي بات يشكل تهديدًا متزايدًا للإنسان‪.‬‬ ‫وقوع تصادم اجتماعي عنيف‪.‬‬
‫ويعد هذا الميثاق انخراطا للدول العربية في الدفاع عن‬
‫الإعلام ودوره في نشر وترسيخ مفاهيم حقوق‬ ‫المبادئ العالمية لحقوق الإنسان وتبنيها ذلك أنه تض ّمن‬
‫الإنسان في المجتمعات العربية‬ ‫في ديباجته ‪ 53‬مادة أك ّدت تحقيق مبادئ الدين الإسلامي‬
‫وبقية الديانات السماوية في إطار وحدة الوطن العربي‬
‫بدأ التأكيد على دور الإعلام في نشر وترسيخ مفاهيم‬ ‫كما أ ّكدت مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي‬
‫حقوق الإنسان في المجتمعات عامة بداية من الإعلان‬ ‫لحقوق الإنسان‪ ،‬وكذلك ضرورة احترام أحكام العهدين‬
‫بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام‬ ‫الدوليين للأمم المتحدة فيما يتع ّلق بالحقوق المدنية‬
‫في دعم السلام والتفاهم الدولي‪ ،‬وتعزيز حقوق الإنسان‪،‬‬ ‫والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على‬ ‫ويستخلص من هذه الديباجة أنها حاولت التوفيق بين‬
‫الحرب الذي أصدره المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة‬ ‫عالمية حقوق الإنسان والخصوصية الثقافية للمنطقة‬
‫للتربية والعلم والثقافة في دورته العشرين‪ ،‬يوم ‪28‬‬ ‫العربية والتي يؤ ّدي عدم احترامها إلى رفض مبادئ حقوق‬
‫نوفمبر ‪ 1978‬والذي جاء في مادته الرابعة أنه «تسهم‬
‫وسائل الإعلام بدور أساسي في تربية الشباب بروح السلام‬ ‫الإنسان من المجتمعات العربية‪.‬‬
‫والعدالة والحرية والاحترام المتبادل والتفاهم‪ ،‬بغية تعزيز‬
‫حقوق الإنسان والمساواة في الحقوق بين جميع البشر‬ ‫جهود الدول العربية في حماية حقوق الإنسان‬
‫وجميع الأمم والتقدم الاقتصادي والاجتماعي‪ ،‬ولها أيضا‬ ‫والآليات التنفيذية‬
‫دور هام تؤديه في التعريف بوجهات نظر الجيل الناهض‬
‫بدأت الجهود العربية في حماية حقوق الإنسان بصفة‬
‫وتطلعاته»‪.‬‬ ‫منظمة بداية من سنة ‪ 1968‬وانتهت سنة ‪ 2008‬بدخول‬
‫يتوجب أخي ًرا حتى يلعب الإعلام العربي دورًا استراتيجي ًا‬ ‫الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز النفاذ‪ ،‬كما تبلورت في‬
‫في التسويق لمبادئ حقوق الإنسان أن يتم السعي نحو‬ ‫أرض الواقع بتوجه أغلبية هذه الدول إلى جعل تشريعها‬
‫وضع إستراتيجية عربية موحدة يتم ضمنها وضع الآليات‬ ‫الوطني منسجم ًا مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق‬
‫المتناغمة مع حرية الصحافة والتي على كل إعلام وطني‬ ‫الإنسان والتي تبلورت بمتابعة وتبني مختلف الحقوق والتي‬
‫اتباعها ترسيخ ًا لمبادئ حقوق الإنسان وتعريف ًا بالمجهود‬
‫الوطني للدول العربية في الأخذ بمبادئ الإعلان العالمي‬ ‫يمكن تقسيمها إلى الحقوق التالية‪:‬‬
‫لحقوق الإنسان بما يسهم في جعل الأخذ بها تقلي ًدا‬ ‫حقوق الجيل الأول والمتمثلة أساس ًا في الحقوق‬

‫متب ًعا لا مجرد شعار يتم رفعه في المناسبات‪.‬‬ ‫المدنية والحقوق السياسية‪.‬‬

‫‪91‬‬